تلبّدت الاجواء الديبلوماسية في نيويورك، مصطدمة بشروط شبه تعجيزية طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. غير آبهة بالمحاولات الدولية للتهدئة، كثّفت اسرائيل من حدّة قصفها على الجنوب والبقاع الذي سبب دمارا كبيرا اصافة الى سقوط 60 شهيداً و81 مصاباً بـ115 اعتداء في مناطق مختلفة.
وفي ضربات نوعية، استهدفت غارات اسرائيلية المعابر الحدودية مع سوريا في البقاع الشمالي.
من الجنوب والبقاع الى الضاحية، فللمرة الرابعة نفّذ الطيران الاسرائيلي غارة على شقة سكنية في مبنى في منطقة القائم، مستهدفا محمد حسين سرور قائد الوحدة الجوية في "حزب الله".
عمليات الاغتيال أخذت شكلا مختلفا في منطقة الكحالة، حيث نفذت مسيرة غارة دقيقة على سيارة مستهدفة أحد الاشخاص التابعين لـ"حزب الله" بحسب معلومات صحفية. وفي القصير البقاعية، استهدفت مسيرة إسرائيلية دراجة نارية فاستشهد شخص وجُرح آخر.
وبعد صمت دام لساعات، نفّذ "حزب الله" موجات من الرشقات الصاروخية التي طالت صفد والجليل الاعلى وعكا وعدة مواقع اسرائيلية.
اقليميا، تتجه الانظار مجدداً الى نيويوك التي وصلها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال عند وصوله: "سنواصل ضرب حزب الله بكل قوتنا حتى نعيد سكان الشمال إلى منازلهم".
وتضاربت المواقف المتعلقة بمقترح وقف اطلاق النار، اذ من الواضح ان نتنياهو يناور لكسب الوقت، فتارة يوحي بأنه يرحّب بوقف موقت لاطلاق النار وطورا يؤكّد أنّ لا هدنة مع "حزب الله". في غضون ذلك، يبدو أن الاتجاه الإسرائيلي الآن ليس مع وقف إطلاق النار بل مع تنفيذ المزيد من العمل العسكري ضد حزب الله".
هذا وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت استمرار العمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية. وقال: "إسرائيل مستمرة في تسلسل العمليات للقضاء على حزب الله وتفكيك التشكيلات الهجومية وتدمير الصواريخ والقذائف".
رئيس الأركان الإسرائيلي لاقى غالانت بموقفه، اذ شدد على أنه يجب مواصلة الهجمات على حزب الله. وقال: "انتظرنا سنوات هذه الفرصة".
ووسط التصعيد على الجبهة الشمالية، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن وزارة الدفاع أنه جرى الاتفاق على تفاصيل حزمة مساعدات حربية أميركية بقيمة 8.7 مليار دولار.
دوليا، وفيما تستمر التحقيقات المتعلقة بآلاف أجهزة "البيجر" و"الووكي توكي" التي يستعملها عناصر "حزب الله"، وتفجرها بشكل متزامن، كشفت الشرطة النرويجية أنها أصدرت طلبا دوليا للبحث عن رجل نرويجي من أصل هندي مرتبط ببيعها.
وفي سياق منفصل، أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن دول العالم بما في ذلك كبرى الدول العربية ومجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي ترغب في وقف الأعمال القتالية بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود.
بدوره، شدّد وزير الدفاع لويد أوستن أن هناك خطر اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل، لكنه رغم ذلك أضاف أن الحل الدبلوماسي لا يزال قائما.
أما البيت الابيض فقد أشار الى أن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يعقدون محادثات مستمرة بشأن لبنان في نيويورك. ورأى أن الحرب الشاملة ليست هي الحل.
هذا وأوضح أن البيان المشترك بشأن لبنان كان دعوة واضحة لوقف إطلاق نار موقّت لإفساح المجال أمام الدبلوماسية.
وفي هذا السياق، كشف موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن نتنياهو والمقربون منه شاركوا بشكل مباشر في صياغة وقف إطلاق النار الموقّت.
اقتصاديا، حذّر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية من أن الأزمة المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، مع قصف إسرائيل لأهداف لحزب الله في لبنان، من شأنها أن تفاقم الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان وتضر بدول مجاورة مثل الأردن ومصر.